الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أنه لا يجوز وضع المصحف على صدر النائم أثناء نومه؛ ذلكم أن هذا من البدع، وفيه إهانة لكلام الله -عز وجل-؛ لما سيتعرض له المصحف أثناء النوم من العبث، ومن يفعل ذلك بقصد حفظ نفسه مثلا عليه أن يقرأ الأدعية المأثورة قبل نومه مثل قوله-صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَى مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ. فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، فأنْتَ علَى الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ بهِ». قالَ: فَرَدَّدْتُهَا علَى النبيِّ-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، قُلتُ: ورَسولِكَ، قالَ: «لَا، ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ»([1]).
وكذا قراءة آيات من كتاب الله، ومنها: آيةُ الكرسي، وأواخرُ سورة البقرة، وسورةُ الإخلاص، والمعوذتان، ونحو ذلك مما هو مأثور وجائز شرعا، أما وضع المصحف على الصدر كما ذكرته السائلة فلا يجوز . والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (247)، ومسلم (2710).