الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل في الزكاة صرفها للفقير والمسكين الذي لا يجد كفايته من الطعام والشراب، أو لا يجده أصلا، وقد بين الله عزوجل الحكم في ذلك فجعل المستحقين للزكاة ثمانية أصناف، ومنهم: الفقير والمسكين والعاملين عليها في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّه واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، [التوبة:60]، فالفقير والمسكين يستحقان الزكاة حكما؛ لأن الله فرضها حقا لهما.
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال عن الفقير والمريض، فهذا لاشك في حقه الزكاة، فهو فقير بحكم النص، وهو مريض لا يقدر على العلاج، فيعطى من الزكاة لفقره ومرضه، فحقه محكوم بسبب فقره ويلحق به استحقاقه للزكاة بسبب مرضه.
والله -تعالى- أعلم.