الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،

فالأصل أن الفوائد البنكية الربوية لا تجوز لأحد؛ لأنها متولد من المعاملة بالربا، وتحريم الربا مما يعرفه المسلم من دينه بالضرورة، فقد حرمه الله تقدس اسمه بقوله: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]، وبعد التحريم أمر عزوجل العباد أن يتقو ا الله ويتركوا الربا فإم لم يفعلوا فهم محاربون لله ورسوله قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278-279]، وقد أتى الإشكال من أن ترك هذه الفوائد للبنوك يجعلها تتمادى في التعامل بالربا، فكان من الواجب حينئذ صرف هذه الفوائد في المصالح العامة، وهذا الصرف لعله يطهرها، خاصة وأن هذه المصالح تحتاج إلى روافد لعملها لما فيه مصلحة العامة.

هذا في العموم بإيجاز، أما بالنسبة للسؤال فلا حرج إن شاء الله في صرف هذه الفوائد على دور الأيتام ونحوها من المصالح العامة خاصة، وأن هذه الدور تقوم برعاية جمع من الأطفال لحمايتهم وحفظهم من الشرور، فلا حرج إن شاء الله على صرف هذه الفوائد في دور الأيتام.

والله تعالى أعلم.