ومفاد المسألة سؤال من الأخ الحاج ر‮ … ‬من مدينة عليزان من الجزائر‮ ‬يسأل عن حكم من ادعى النبوة بعد الرسول  لغيره أو لنفسه‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

حكم من ادعى النبوة لنفسه أو صدَّقَ‮ ‬أو اتَّبع من‮ ‬يدعيها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

الجواب: ادعاء النبوة حادثة قديمة ومعاصرة، ولهذه الحادثة أسباب مناطها البيئة التي يظهر فيها أدعياء النبوة، وأسباب مناطها الأدعياء أنفسهم. فما مناطه البيئة يرجع إلى عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، ومن هذه العوامل ضعف الوعي الديني، أو بالأحرى عدم وجود العامل الديني القوي المانع، ومن هذه العوامل بساطة الناس الذين يظهر فيهم أدعياء النبوة وغفلتهم، وهؤلاء البسطاء غالبًا ما ينزعون إلى تصديق هؤلاء الأدعياء، وعلى الأخص عندما تكون لديهم القدرة على التأثير النفسي. ومن هذه العوامل ضعف السلطة في المكان الذي يظهر فيه هؤلاء الأدعياء، حين لا يجدون من يمنعهم ويحاسبهم.

وهذه العوامل واضحة في الأمكنة التي ظهر فيها أدعياء النبوة الأقدمون، مثل الأسود العنسي([1])، ومسيلمة بن حبيب الكذاب([2])، وطليحة بن خويلد الأسدي([3])، فالأسود العنسي ظهر في اليمن في الوقت الذي لم تكن فيها سلطة قوية، حين كان الحاكم الفارسي لا يحكم إلا صنعاء وما حولها، أما القبائل اليمنية المتناثرة فكانت كل قبيلة تحكم نفسها، وتتنازع مع القبائل الأخرى. ولم يستطع الحاكم الفارسي أن يمنع ما يحدث بينها([4])؛ فاستغل العنسي هذه الحال ليدعي النبوة، كما استغل العامل الاقتصادي، فأبطل الزكاة وكتب إلى الجباة المسلمين قائلًا: «أيها المتمردون علينا أمسكوا ما أخذتم من أرضنا، ووفروا ما جمعتم فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه»([5]).

أما مسيلمة فقد خرج من اليمامة، وكان في قطر مركز مطرنة للمبشرين النصارى النساطرة، الذين احتموا بالساسانيين بعدما أجلاهم البيزنطيون، ومن فارس مدوا دعايتهم إلى اليمامة، وقد دخل بنو حنيفة سكان اليمامة في الإسلام، وقدم وفدها بزعامة هوذة بن علي إلى رسول الله r، وكان ضمن الوفد مسيلمة وقد أسلم، إلا أنه بعد عودته من المدينة ادعى النبوة([6]).

أما طليحة الأسدي فقد خرج بعد أن ضعف شأن قبيلة غطفان، التي كانت متحالفة مع قبيلة طيء، وسيطر على شمال الحجاز،

فاستغل طليحة هذه الحال، وحاول السيطرة على أماكن غطفان مدعيًا بذلك نبوته([7]).

قلت: أما ما مناطه أدعياء النبوة أنفسهم فمرده إلى عدد من العوامل الشخصية. ومنها الهوس والخلل الذي سيطر على عقولهم ومشاعرهم؛ فالأسود العنسي كان يستخدم السحر والكهانة في ادعائه، وقد ساعده في التأثير على أتباعه بلاغته، وخطابته، وشجاعته، وما كان لديه من مال أغرى به الضعفاء والمساكين([8])، ومن هذه العوامل حب السيطرة والزعامة؛ فمسيلمة كان يعرف حقيقته قبل غيره فقد تعلم الحيل، وأخبار الدجالين، والكهنة، والعرافين، والسحرة، ولم يزدد شأنه إلا بعد وفاة رسول الله r ووفاة هوذة بن علي([9]).

ولم يكن هؤلاء هم المتنبؤون وحدهم، بل كان على مدار التاريخ الإسلامي متنبؤون آخرون، فقد ادعى النبوة علي بن محمد رضا الشيرازي زعيم البابية، الذي أعلن أنه الباب الموصل إلى الإمام الغائب المنتظر. وقد أظهر هو وأتباعه كفرهم بادعائهم نسخ الشريعة الإسلامية، وأنه المهدي إلى النبوة ثم ادعى الألوهية، وكان أتباعه ينادونه بالرب وبالإلَه (تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا)([10]).

كما ادعى النبوة غلام أحمد القادياني الذي ألف كتابًا أسماه «ضميمة الوحي»، وقد ادعى فيه أن الله أوحى إليه واختاره، وقد ارتكب هو وأتباعه الكثير من المحرمات، وألغى الجهاد، وظل خادمًا مطيعًا للإنجليز، كما كان الشيرازي خادمًا مطيعًا للروس([11]).

قلت: ومشكلة أدعياء النبوة لم تنته بقتلهم أو موتهم، بل لا نزال نشهد بين وقت وآخر متنبئين جددًا، وكان آخر من سمعنا عنهم شخصًا في مصر يدعي النبوة، ينشر أفكاره على البسطاء من الناس، مقابل ما يدفعون له من مال بعد إغرائهم بأنواع الكذب والحيل والشعوذة([12])، ولن يكون هذا آخر الأدعياء والدجالين وذلك لأسباب عدة: منها حالة الضياع والمرض النفسي الذي يصيب هذا النوع من البشر، وعلى الأخص عندما يجد أتباعًا يؤثر فيهم ثم يؤثر بهم على الغفل والبسطاء والدراويش. ومن هذه الأسباب انغماس هؤلاء المدعين للنبوة في الطرق المنحرفة عن ثوابت الإسلام، ومن هذه الأسباب حب الشهرة والمال، كما يفعل هذا المدعي وأمثاله كذبًا. ومن هذه الأسباب وربما هو السبب الأهم التأثير الأجنبي؛ فمن المعلوم أن ثمة مجامع أجنبية سرية، ذات أهداف وغايات بعيدة، تشجع هؤلاء الأدعياء لإضعاف ثوابت العقيدة الإسلامية وأسسها في نفوس الناشئة.

قلت: هذه خلاصة يسيرة عن بعض المتنبئين من القدماء، والمعاصرين. أما حكمهم فواضح في كتاب الله -عز وجل-، وسنة رسوله محمد r، وإجماع الأمة.

أما الكتاب، فمنه قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: ٣].، وفي هذا قال الإمام ابن كثير: «هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولا خلاف»([13]).

ومنه قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام: 39]، ومنه قوله -عز وجل-: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 04].

وأما السنة، فمنها ما رواه أبو هريرة t أن رسول الله r قال: (إن مَثَلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا، فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون، هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا ختام النبيين)([14])، ومنها ما رواه t أيضًا أن رسول الله r قال: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)([15])، وما رواه أيضًا محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي r قال: (أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد)([16]).

ومن هذه الأحاديث ما رواه أنس بن مالك t أن رسول الله r قال: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي)، قال فشق ذلك على الناس، فقال: (لكن المبشرات)، قالوا: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: (رؤيا المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة)([17]).

ومن هذه الأحاديث ما رواه فرات الفزّار، أنه سمع أبا حازم يقول: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي r قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا فما تأمرنا؟ قال: فُوا([18]) ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإنّ الله سائلهم عما  استرعاهم»([19])، وفي حديث أبي هريرة t عن شفاعة رسول الله r للناس يوم القيامة قال: «فيأتوني (الناس) فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك..»([20]).

وقد أخبر رسول الله r عما سيحدث بين الأمة من خروج الدجالين، الذين يفترون على الله الكذب، ويدعون النبوة كذبًا، فقد روى أبو هريرة t عن النبي r أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله)([21]). كما روي عن ثوبان t أن رسول الله r قال: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وأنه سيكون في أمتي ثلاثون كذَّابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي)([22]).

هذا في كتاب الله وسنة رسوله محمد r، أما الأمة فقد أجمعت في سلفها وخلفها على أن النبوة قد انقطعت بعد وفاة رسول الله r، وأن كل مدع لها يعد مرتدًا.

وأول إجماع في ذلك إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على قتال مسيلمة الكذاب، وكفره وردته؛ واستمر الإجماع في عصور الأمة على أن من ادعى النبوة يعد مرتدًا خارجًا عن دين الإسلام، وأن ما يأتي به من الأباطيل والخرافات والشعوذة والكهانة والسحر يعد محرمًا في شريعة الإسلام.

قلت: لقد شهدت الأمم السابقة العديد من المتنبئين والمشعوذين، ولم تصدق ما جاء به أنبياؤها ورسلها، فعاقبها الله على ما فعلت، وقد أخبر الله نبيه بذلك في قوله -عز وجل-: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الأنعام: 01]، وقوله -عز وجل-: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَاب} [غافر: ٥].

وقد أراد الله بحكمته أن يجعل هذا الدين هو الخاتم والناسخ لكل الديانات، فقال -عز وجل-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: ٣]. ثم قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [آل عمران: 58]، كما أراد بحكمته أن يكون كتابه الكريم آخر الكتب السماوية المحفوظ في اللوح، فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحجر: ٩]، كما أراد بحكمته أن تكون رسالة نبيه ورسوله محمد r خاتمة الرسالات، فقال -عز وجل-: {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]، فاقتضى هذا حكمًا وعقلًا أن تنتهي النبوة عند هذا الحد، وأن يكون هذا الدين هو آخر الأديان؛ لأنه قد اشتمل على مصالح العباد في حياتهم الأخرى بما بينه لهم من عبادة الله وتوحيده، واشتمل على مصالحهم في حياتهم الدنيا، بما أمرهم به من إقامة العدل، وأداء الأمانات، والوفاء بالعقود والعهود، وتحريم العدوان والإفساد في الأرض، وتحريم الظلم والفسق والخيانة، وسائر أنواع الفواحش والمنكرات وسائر أنواع الأذى.

وما اشتمل عليه أيضًا هذا الدين من وجوب الوفاء بالحقوق والتعاون على البر والتقوى وتحريم الإثم والعدوان، وما اشتمل عليه كذلك من الأمر بالعلم، والأمر بالتفكير وإعمال العقل وما يقتضيه إعمار الأرض من التفكير والجهد، والاهتمام بالعلم على الوجه الذي أراده الله -عز وجل- بأن تكون الأرض مكانًا آمنًا للإنسان في حياته ومعاشه.

وما كانت هذه القواعد الربانية التي أنزلها الله في كتابه، وعلى لسان رسوله إلا دلالات بينات على ختم الرسالات برسالة رسول الله محمد r، فكل من ادعى النبوة تحت أي حجة من الحجج يعد مرتدًا خارجًا عن دين الإسلام، ويدخل في حكمه كل من آمن به أو صدقه أو اتبعه.

وخلاصة المسألة: أن ادعاء النبوة حادثة قديمة ومعاصرة، ولهذه الحادثة أسباب تتعلق بالبيئة التي يظهر فيها أدعياء النبوة، وأسباب تتعلق بالأدعياء أنفسهم. وما يتعلق بالبيئة يرجع إلى عدد من العوامل الاجتماعية، منها: ضعف الوعي الديني، وغفلة الناس، وضعف السلطة، أما ما يتعلق بأدعياء النبوة أنفسهم، فيرجع إلى عدد من العوامل الشخصية، ومنها: الهوس، والخلل الذي يسيطر على عقولهم ومشاعرهم، ومنها حب السيطرة والزعامة، وحب الشهرة والمال والتأثير الأجنبي.

وحكم أدعياء النبوة واضح في الكتاب، والسنة، والإجماع. أما الكتاب فقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام: 39]، وقوله -عز وجل-: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 04].

وأما السنة، فقول رسول الله r: (أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون).

وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة في سلفها وخلفها على أن النبوة قد انقطعت بعد وفاة رسول الله r، وأن كل مدع لها يعد مرتدًا.

وقد أراد الله بحكمته أن يجعل دين الإسلام هو الخاتم، والناسخ لكل الأديان، كما أراد بحكمته أن يجعل كتابه الكريم آخر الكتب السماوية، وأن تكون رسالة نبيه ورسوله محمد  آخر الرسالات. فاقتضى هذا حكمًا وعقلًا أن من ادعى النبوة تحت أي حجة من الحجج يعد مرتدًا خارجًا عن دين الإسلام، ويدخل في حكمه كل من آمن به أو صدقه أو اتبعه.

([1]) اسمه عبهلة بن كعب بن غوث، ينتسب إلى عنس من مذحج، التي تعد أكبر القبائل اليمانية، وكان من كهف حنان قرب نجران، وكان كاهناً، وادعى النبوة قبل حجة الوداع في العام العاشر على الصحيح، وأيدته بعض قبائل مذحج، واحتل نجران ثم صنعاء حيث قتل، استخدم الكهانة والسحر، كما استخدم الأموال للتأثير في الناس. وقد طلب النبي r من المسلمين المجتمعين في نجران وحضرموت أن يقاوموا الأسود، فتمكنوا من قتله والقضاء على حركته. انظر: البداية والنهاية، لابن كثير ج ٦ ص ٩٠٣-٤١٣.

([2]) هو مسيلمة بن حبيب من اليمامة، قد أعلن نبوته في حياة الرسول r في اليمامة، وكتب إلى رسول اللهr : «من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك؛ أما بعد: فإني قد أشركت في الأمر معك، وإنّ لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتدون» وقد رد الرسول r على كتاب مسيلمة: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من اتبع الهدى.. أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين» وذلك في آخر سنة عشر من الهجرة. وادعى مسيلمة أنه يوحى إليه واتخذ محراباً ومؤذناً، وجعل الصلاة ثلاثة أوقات في اليوم في الصبح والظهر والعشاء، وحدد النسل بابن واحد، وقد قضى على حركة ردته جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد في خلافة الخليفة الراشد أبي بكر الصديق t في معركة اليمامة الشهيرة، التي انتهت بمقتل مسيلمة الكذاب في الحديقة، التي يقال لها حديقة الموت. انظر: السيرة النبوية، لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٣. والبداية والنهاية، لابن كثير ج٦ ص ٨٢٣-٣٣٣.

([3]) هو طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي الفقعسي، قال الواقدي، «قدم وفد أسد بن خزيمة على النبي r، وفيهم طليحة بن خويلد سنة تسع، ورسول الله r مع أصحابه، فسلموا وقالوا: يا رسول الله، جئناك نشهد أن لا إلَه إلا الله، وأنك عبده ورسوله، ولم تبعث إلينا، ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا}[الحجرات: 17].فلمَّا رجعوا تنبأ طليحة في حياة النبي r  فأرسل إليه النبي  r ضرار بن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفي رسول الله r، فعظم أمر طليحة، وأطاعه الحليفان أسد وغطفان، وكان يزعم أنه يأتيه جبريل بالوحي، فأرسل إليه أبو بكر t خالد بن الوليد، فقاتله، وكان خالد قد أرسل ثابت بن أقرم وعكاشة بن مِحْصَنْ، فقتل طليحة أحدهما، وقتل أخوه الآخر، ولما انهزم لحق بنواحي الشام.. وأسلم إسلاماً صحيحاً، وله في قتال الفرس في القادسية بلاء حسن»، أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير ج٢ ص ٧٩٤ – ٨٩٤

([4]) انظر: تاريخ الأمم والملوك، للطبري ج٣ ص٣١٢ وما بعدها، والبداية والنهاية ج٦ ص٩٠٣-١٣٣.

([5]) البداية والنهاية ج ٦ ص ١١٣.

([6]) البداية والنهاية، ج٦ ص٨٢٣-١٣٣.

([7]) انظر تاريخ الأمم والملوك، للطبري ج ٣ ص ٧٢٢-٣٣٢.

([8]) انظر: عصر الخلافة الراشدة، للدكتور أكرم ضياء العمري ص ٨٩٣-٩٩٣.

([9]) البداية والنهاية ج ٦ ص ٥٤٣ – ٦٤٣.

([10])     فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، وبيان موقف الإسلام منها، للدكتور غالب بن علي عواجي ج٢ ص٨٤٦-٩٢٧.

([11])     فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، ج٢ ص٧٤٧-٧٣٨.

([12])     صحيفة الرياض الجمعة ٤١/١/٥٢٤١هـ العدد ٨٣٠٣١، السنة الحادية والأربعون، واسم هذا المدعي للنبوة صلاح شعيشع.

([13])     تفسير القرآن العظيم ج٢ ص ٣١.

([14])     أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب خاتم النبيين، فتح الباري ج ٦ ص ٥٤٦، برقم (٥٣٥٣).

([15])     أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة. صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم للأبي ج٢ ص ٣١٤، برقم (٣٢٥).

([16])     أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب في أسمائه، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم للأبي ج ٨ ص ٢٩-٤٩ برقم (٥٢٣٢).

([17])     أخرجه الترمذي في كتاب الرؤيا، باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات، الجامع الصحيح للترمذي ج ٤ ص ٦٤، برقم (٢٧٢٢)، تحقيق كمال يوسف الحوت، صححه الألباني، في صحيح الترمذي (٢٢٧٢).

([18])     فُوا: فعل أمر بالوفاء، والمعنى أنه إذا بويع الخليفة بعد خليفة، فبيعة الأول صحيحة، يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة، فتح الباري ج٦ ص٤٧٥.

([19])     أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، فتح الباري ج٦ ص١٧٥، برقم (٥٥٤٣).

([20])     أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة شفاعة، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم ج١ ص ٦٠٦، برقم (٨٨١).

([21])     أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت. من البلاء، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم ج٩ ص٢٧٣، برقم (٧٥١).

([22])     أخرجه الترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون، الجامع الصحيح للترمذي ج ٤ ص ٢٣٤، برقم (٩١٢٢)، قال الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (4/252) إسناده صحيح على شرط مسلم.