ما حكم ذكر اسم الميت عند الصلاة عليه؟

ما حكم ذكر اسم الميت عند الصلاة عليه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

في تعليق على ما سبق نشره عن كيفية الصلاة على الجنازة، يسأل الشيخ حماد عاشور والأخ المعتز بالله علي عن الدليل.

والجواب أن  من الأمور ما يقتضي ذكر اسم أمر بعينه للدلالة على مصلحة ما، فلما جهز عثمان -رضي الله عنه- جيش العسرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما رواه عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-: ” ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ، مرَّتينِ، اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان “([1]) وقال أبو سعيد الخدري : رأيت النبـي -صلى الله عليه وسلم- رافعًا يديه يدعو لعثمان يقول : يا رب عثمان، إني رضيت عن عثمان فارض عنه، فما زال يدعو حتى طلع الفجر، فنزل قول الله تعالى : الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذى… الآية([2]) ولما رأى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عداوة بعض قبائل العرب لعنهم  أو دعا عليهم بأسمائهم وكان يقول -كما رواه خفاف بن إيماء الغفاري-: ” عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ، اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنـِي لِحْيَانَ، وَالْعَنْ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، ثُمَّ وَقَعَ سَاجِدًا”([3]) و توقف -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بعد أن نهاه الله.

ففي هذين الأمرين ذكر بالاسم لعثمان، ومصلحة له  في الدعاء له من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الدعاء على القبائل المعادية مصلحة للأمة؛ لأن في الدعاء عليهم كف لأذاهم، وأرى – والله أعلم – أنه لا حرج من ذكر اسم الميت عند الصلاة عليه وذلك  من باب الاجتهاد المبنـي على الاستحباب، وذلك أن عدد الأموات قد يكون كثيرا فيخص أحد المصلين قريبه كعمه أو خاله أو زوجته برًّا بهم، ثم يعم الأموات الآخرين بدعائه، ففي الدعاء مع ذكر الاسم مصلحة للداعي،  لما يراه من البـر بمن يدعو له بعينه، وفيه مصلحة للمدعو له، فيفرح بدعاء قريبه له، ولأنه ليس في ذكر الاسم نص من تحريم أو كراهة فلا أرى حرجًا فيه، على شرط  أن لا يجهر  بهذا الاسم جهرًا يشوش به على من حوله.

                          والله -تعالى- أعلم .

 

 

[1] صحيح الترمذي للألباني (صحيح الترمذي) وتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج2 ص 44.

[2] تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج2 ص 44.

[3] رواه مسلم(679).