سائل يسأل ويقول: هل يجوز الذهاب إلى العمل بسيارةِ مَنْ كَسْبُهُ حرامٌ، زميل لي مُصِرٌّ أن يأخذني إلى العمل بسيارته، ولكن كسبه حرام، وأنا متردد في الركوب معه؟.

حكم ركوب سيارةِ مَنْ كَسْبُهُ حرامٌ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن المسلم ليس له إلا ظاهر الحال، ولا يعلم أسرار الخلق ومكاسبهم وأموالهم إلا الذي خلقهم، والبحث في أحوال الناس، واستقصاء أوضاعهم؛ لم يأمر الله به، ولا رسوله-صلى الله عليه وسلم-، فلنا ظواهر الأمور، والله العليم بخفاياها، فإذا ركب الموظف أو العامل سيارة صاحبه؛ ليذهب معه للعمل، فليس من حقه سؤالُه عن قيمة السيارة، وكيف اكتسب؟، وما مصدر ثمنها؟، ونحو ذلك من الأسئلة، والأصل في هذا ما رواه أبو سعيدالخدري-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «إنِّي لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ، ولَا أشُقَّ بُطُونَهُمْ»([1]). والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064).