الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن هذا لا يجوز؛ لأنه فعلٌ من أفعال الغش، وقد حرم الله الغش على لسان نبيه ورسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي»([1])، وهو-أيضا-نوع من الكذب، وقد حرم الله الكذب في قوله-عز وجل-: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (النحل: 105)، كما حرم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الكذب فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، وسماه نفاقا في قوله: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان»([2]).
هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فالواجب على السائل أن يستغفر الله، ويتوب إليه، فمن يغش يعد ظالما لنفسه وغيرِه، وقد أمر الله-عز وجل-بالاستغفار إذا فعل المسلم فاحشةً، أو ظلم نفسه، فقال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ (آل عمران: 135)، وعلى السائل كذلك أن يخبر المسؤول عنه بأنه ظلم نفسه، وأن يستغفر من ذنبه، فعسى الله أن يتوب عليه، ويبقى في وظيفته؛ لأنه مصدر رزقه. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (102).
[2] -أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).