الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن هذا لا يجوز؛ لأنه فعلٌ من أفعال الغش، وقد حرم الله الغش على لسان نبيه ورسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي»( )، وهو-أيضا-نوع من الكذب، وقد حرم الله الكذب في قوله-عز وجل-: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (النحل: 105)، كما حرم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الكذب فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، وسماه نفاقا في قوله: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان»( ).
هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فالواجب على السائل أن يستغفر الله، ويتوب إليه، فمن يغش يعد ظالما لنفسه وغيرِه، وقد أمر الله-عز وجل-بالاستغفار إذا فعل المسلم فاحشةً، أو ظلم نفسه، فقال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ (آل عمران: 135)، وعلى السائل كذلك أن يخبر المسؤول عنه بأنه ظلم نفسه، وأن يستغفر من ذنبه، فعسى الله أن يتوب عليه، ويبقى في وظيفته؛ لأنه مصدر رزقه. والله-تعالى-أعلم.