سائل يسأل: هل صحيح ما يقال: بأن من مات من أطفال المسلمين، يكون طيرا في الجنة؟

من مات من أطفال المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،،

فالجواب: قال النووي -رحمه الله-: “أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة؛ لأنه ليس مكلفا”([1])، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:” وأطفال المسلمين في الجنة إجماعا”([2])، واستدلوا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-:” أطفالُ المؤمنينَ في جبلٍ في الجنةِ، يكفلُهم إبراهيمُ و سارَّةُ، حتى يردَّهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ”([3])، وما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت:” دُعِيَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى جِنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الأنْصَارِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِهذا؛ عُصْفُورٌ مِن عَصَافِيرِ الجَنَّةِ، لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قالَ: أَوَ غيرَ ذلكَ؟ يا عَائِشَةُ، إنَّ اللَّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلَابِ آبَائِهِمْ”([4]).

والله تعالى أعلم.

[1] “شرح مسلم” (16 / 207).

[2] الفتاوى الكبرى4ص 13.

[3] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((النفقة على العيال)) (203)، والحاكم (1418)، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (2/233) باختلاف يسير، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (١٠٩٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (١٠٢٣).

[4] أخرجه مسلم (2662)، أخرجه النسائي (1947)، وابن ماجة (82)، وأحمد (24132) واللفظ لهم، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (٦٧).