الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الأصل أن العمل في هذا المحل لا يجوز؛ لأن ما يحدث فيه من بيع المحظورات وغيرها يعد تعاونا على الإثم، والمسلم مكلف بالتعاون على البر والتقوى، وليس بالتعاون على الإثم، وفي هذا قال-عز ذكره-: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (المائدة: 3).
فاقتضى هذا عدم جواز العمل في هذا المحل، ولكن إذا لم يكن للسائل مورد رزق غير هذا، وتَرْكُهُ لهذا العمل يؤثر في رزقه ورزق من يعول؛ فيصبر على هذا العمل حتى يجد عملا آخر غير هذا. والله-تعالى-أعلم.