الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الأصل السلامة في كل عمل يتعلق بالناس في مختلف أحوالهم، والأصل في هذا قول الله -جل في علاه-: ﴿مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ (النساء: 123)، كما أن الأصل في كل عملٍ الأمانةُ، وعدمُ الخيانة، وهاتان الصفتان قد لا تكونان في كل قول أو فعل، فمن الناس من يحتال، ومنهم من يكذب، ومنهم من لا يهتم بالأمانة، فهذا كله يقتضي الجزاء حسب كل حالة، والأصل في جواز معاقبة الفعل قول الله-عز وجل-: ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ﴾ (النساء: 148).
والمعنى: أن مَنْ ظُلِمَ من فرد أو شركة يحق له أن يجهر بمن ظلمه؛ ليكون في ذلك عبرة للظالم، ودفعٌ لظلمه، قال الله-عز وجل-: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (الزلزلة: 7-8). والله-تعالى-أعلم.