الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الربا محرم، وقد عظَّم الله حرمته، وجعل المرابي ممن يحارب الله ورسوله، وكما عظم الله هذه الحرمةَ عظَّمها رسوله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-: «لَعَنَ رَسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ»([1]).
هذا في العموم بإيجاز، أما بالنسبة للسؤال فليس البائع مكلفا ليسأل المشتري عن مصدر ماله: من أين اكتسبه؟، ومن الذي يتعامل معه؟، والبائع لا يفترض فيه أن يتقصَّى عن مال المشتري، وفي هذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو سعيد الخدري-رضي الله عنه-: «إنِّي لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ، ولَا أشُقَّ بُطُونَهُمْ»([2]). والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه مسلم (1598).
[2] -أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064).