سائل من الجزائر يسأل ويقول: أنا أعمل محاسبا في مخبز ومركز لبيع الحلويات، وكثيرا ما أخطئُ مع الزبائن في الحساب، إما زيادةً أو نقصانًا، فهل أنا آثم لعدم إتقاني عملي؟.

المحاسب الذي يخطئ في تعامله مع الزبائن:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن خطأ الإنسان محتمل في تعامله، فإذا كان الخطأ عن غير قصد فلا حرج فيه، والأصل فيه ما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ»([1])، وقال فيما رواه عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-: «إنَّ اللهَ-تعالى-وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه»([2]).

أما إذا كان هناك تعمد لاستغلال المشترين فهذا محرم. والله-تعالى-أعلم.

[1] -أخرجه الترمذي (2499)، وأحمد (13049)، واللفظ لهما، وابن ماجه (4251) باختلاف يسير، حسنه الألباني في صحيح الترمذي،(٢٤٩٩).

[2] -أخرجه ابن ماجه (2045)، واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8273)، وابن حبان (7219) باختلاف يسير، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (٩٦٠٣).