الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالواضح من السؤال: أن السائل وجد فرصة عمل في شركة، ولكنه بحكم عمله يقوم بنقل موظفي الكنيسة، ولأن هذا العمل يخص الشركة، ولا علاقة للسائل إلا بنقل موظفي الكنيسة، ولأنه مجرد ناقل، ولا علاقة له بالكنيسة إلا نقل موظفيها؛ فلا حرج في ذلك، والأصل في هذا: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-استأجر مشركا؛ ليدله على الطريق، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-: “واستأجر النبيُّ-صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر رجلًا من بني الدِّيلِ، ثم من بني عبد بن عدي هاديًا خِرِّيتًا -الخِرِّيتُ: الماهرُ بالهداية -، قد غمس يمينَ حِلْفٍ في آل العاص بن وائل، وهو على دين كفار قريش، فأَمَّناه، فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غارَ ثَوْر بعد ثلاثِ ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صبيحةَ ليالٍ ثلاث، فارتحلا”([1]). والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (2263).