سائلة من الجزائر تسأل وتقول: هل يحق للزوجة الثانية طلب الطلاق من الزوج الذي كذب عليها، وأخفى زواجه من الأولى، وقال: إنه غير متزوج؟.

الزوج الذي كذب على زوجته بخصوص زواجه بأخرى:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن الأصل في المسلم الصدق، وعدم الكذب، سواءٌ في العلاقات الزوجية أو غيرها؛ لِمَا يَنْتُجُ عن عدم الصدق من العداوة والبغضاء والكراهية، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: «إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا»([1]).

ومع هذا ينبغي للمرأة أن تصبر؛ لأن زواجه من زوجة أخرى حَقٌّ له، وإذا لم تصبر فلها الحق في أن تذهب إلى الحاكم الشرعي؛ لطلب الانفصال. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607).