سائلة من الجزائر تسأل وتقول: كنت على علاقة بشاب، ثم تركنا بعضنا، وتُبْتُ، وندمتُ عن تلك العلاقة، وتمت خطبتي من شاب آخر، وهو يسألني عن أي علاقة سابقة، هل أخبره أو أستر على نفسي؛ لأني لو أخبرته فسوف يفسخ الخطبة؟.

من كانت قد أخطأت في علاقتها، ثم تابت:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب فيه تفصيل:

أولا: على الشابة أن تتوب إلى الله -عز وجل- توبة نصوحا بشروطها الثلاثة، وهي: الإقلاع عن ارتكاب الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إلى فعله، فحينذ عسى الله أن يعفوَ عنها، ويقبل توبتها، قال الله-عز وجل-: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا على مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (آل عمران: 135-136)، فدل هذا على أن علاج الفعل السيئ هو التوبة، وفي هذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: «التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ لهُ»([1]).

ثانيا: يجب أن تستر السائلة على نفسها، ولا تخبر أحدا حتى من أهلها، فالستر مع التوبة حصنٌ، وقد وعد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من يستر مسلمًا أن يستره الله، وذلك فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمُه، ولا يسلمُه، من كان في حاجةِ أخيه فإنَّ اللهَ في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه بها كُربةً من كُربِ يومِ القيامةِ، ومن ستر مسلمًا سترهُ اللهُ يومَ القيامةِ»([2]).

هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال عن السؤال المحتمل من الخاطب عنها، فإذا سألها فلا تكذب عليه، وتقول له إذا سألها عما إذا كان لها علاقة مع أحد: (أنا طاهرة، والحمد لله)، حتى لو كرر سؤاله، فتقول له نفس العبارة؛ لأن المسلم أو المسلمة إذا تطهر للصلاة وعبادة الله فهما طاهران، وفوق كل هذا عليها الاستغفار، والتوبة، وأسأل الله-عز وجل-أن يستر عورة كل مسلم، إنه ولي ذلك، والقادر عليه. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه ابن ماجه (4250 )، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10281 )، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (108)، حسنه الألباني في صحيح الجامع، (٣٠٠٨).

[2] -أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) باختلاف يسير.