الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالواضح من السؤال أن الراقي اتفق مع المريضة على أن يرقيها بمقابل مالي لرقيته، وقد ضمن لها-كما تقول-الشفاء، وتقول: إن حالتها لم تتحسن.
والجواب: أن الرقية الشرعية مجرد وسيلة لعلاج المريض، ولا يجوز فيها ضمان شفاء المريض، فالشافي والمعافي هو الله-عز وجل-، ومن يقول للمريض: إنه يضمن له الشفاء يرتكب إثما كبيرا، والمعنى: أنه يحرم على الراقي القول بأنه يضمن الشفاء، ويحرم على المرقي أن يعتقد أن الراقي يشفيه، كل هذا لا يجوز، بل هو محرم، فالإنسان-سواءٌ كان مريضا أم غير مريض-يجب أن يجعل تعلقه بالله، ويطلب الشفاء من الله، كما قال نبي الله إبراهيم-عليه السلام-: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء: 80).
هذا في العموم، أما بالنسبة للمسألة فالراقي قد أخطأ في واجبه، فلا يحل له المقابل المالي من المريضة إن كان قد ضمن لها الشفاء، وهي لم تتحسن حالتها. والله-تعالى-أعلم.