سائلة من الجزائر تسأل وتقول: أنا مريضة، قد تابعت رقية شرعية مع راقٍ بمقابل مالي، وقد قال: إنه يضمن لي الشفاء بعد آخر جلسة، ولكن حالتي لم تتحسن، فهل يستحق المبلغ؟. أخشى أن يكون محتالا.

هل يستحق الراقي الأجرة إذا لم تتحسن حالة المريض

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالواضح من السؤال أن الراقي اتفق مع المريضة على أن يرقيها بمقابل مالي لرقيته، وقد ضمن لها-كما تقول-الشفاء، وتقول: إن حالتها لم تتحسن.

والجواب: أن الرقية الشرعية مجرد وسيلة لعلاج المريض، ولا يجوز  فيها ضمان شفاء المريض، فالشافي والمعافي هو الله-عز وجل-، ومن يقول للمريض: إنه يضمن له الشفاء يرتكب إثما كبيرا، والمعنى: أنه يحرم على الراقي القول بأنه يضمن الشفاء، ويحرم على المرقي أن يعتقد أن الراقي  يشفيه، كل هذا لا يجوز، بل هو محرم، فالإنسان-سواءٌ كان مريضا أم غير مريض-يجب أن يجعل تعلقه بالله، ويطلب الشفاء من الله، كما قال نبي الله إبراهيم-عليه السلام-: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء: 80).

هذا في العموم، أما بالنسبة للمسألة فالراقي قد أخطأ في واجبه، فلا يحل له المقابل المالي من المريضة إن كان قد ضمن لها الشفاء، وهي لم تتحسن حالتها. والله-تعالى-أعلم.