الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الله حرَّم الميسر، وعَدَّ ذلك رجسًا من عمل الشيطان، فقال-جل في علاه-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة: 90)، فالكسب من القمار محرم، والمعنى: أن المطعم والمشرب والملبس من القمار من السحت الذي حرَّمه الله، وفيه قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه كعب بن عجرة-رضي الله عنه-: «إنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ لحمٌ ودَمٌ نَبَتَا على سُحتٍ، النَّارُ أَوْلى به»([1])، وما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «أَيُّها النَّاسُ! إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ، لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟»([2])، والمعنى: أنه لا يستجاب لمن مطعمه ومشربه وملبسه حرام.
فالحاصل: أن العمل في محل القمار حرامٌ، وأن مطعمه ومشربه وملبسه حرام-أيضا-. والله-تعالى-أعلم.
[1] صحيح ابن حبان (5567)، قال الألباني في صحيح الترغيب: (١٧٢٩): صحيح لغيره .
[2] أخرجه مسلم (1015).