الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن هذا تحكمه التعليمات المعطاة لمديرة المدرسة، فإذا لم تكن تعليماتٌ بهذا الشأن فيجوز لمديرة المدرسة تفتيش هذه الهواتف إذا وجدت أن هناك ضرورةً لهذا التفتيش، ففي هذا الزمان الذي تختلط فيه المغريات، وتكثر الأقاويل؛ يكون الحرص على الطالبات ضروريًّا في التفتيش والمراقبة، بهدف حسن تربيتهن.
وفي كل الأحوال مديرة المدرسة هي بمثابة ربة الأسرة، والمسؤولة عن شؤونها، وحسن رعايتها، والأصل في هذا ما رواه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-يقولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ». قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وأَحْسِبُ النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم-قالَ: «والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ»([1]). والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه البخاري (2554)، ومسلم (1829)، وأبو داود (2928)، والترمذي (1705)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9173)، وأحمد (5167)، واللفظ له.