الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أنَّ أَمْرَ الزوج لزوجته بالخروج من البيت متبرحة إثمٌ مبينٌ؛ ذلكم أن واجب الزوج أمر زوجته بالستر، وليس العكس، فمن المروءة والأخلاق أن يأمرها بالستر والحجاب، وعدم التبرج، فقد أمر الله-عز وجل-النساء بغض أبصارهن بقوله-تقدس اسمه-: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ (النور: 31).

هذا من حيث العموم، أما بالنسبة للسؤال فلا يجب على الزوجة طاعة زوجها في معصية، والأصل في هذا قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه النواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه-: «لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ”»^([1])، والمعنى: أن طاعة الزوج مقيدة بأمره لها بطاعة الله، أما إذا كان يأمرها بمعصيته فلا تجوز طاعته. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه البغوي في ((شرح السنة)) (2455)، وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح، برقم(3624)، ولفظ البخاري: (لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ). صحيح البخاري (7257).