الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن هذا الاتفاق لا يجوز؛ لأنه فيه اعتراض على أمر الله في خلقه، فالإنجاب هبة من الله لعباده، فلا يجوز الاعتراض على هذه الهبة، وفي هذا قال الله-عز وجل-: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: 21)، وقال: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ (النحل: 72).

فالزواج والإنجاب من إرادة الله في خلقه، فهو العليم بأحوالهم، وما ينفعهم وما يضرهم، ولو تُرِكَ للزوجين أن يتصرفا في الإنجاب لأصبح الأمر فوضى، وفي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أن الله -عز وجل- قال: «قالَ اللَّهُ-عز وجل-: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً»^([1]).

فالحاصل: أنه لا يجوز للزوجين الاتفاق على إنجاب عدد معين من الأطفال، بل إن الأمر لله، هو الذي يدبر الأمر. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه البخاري (7559)، ومسلم (2111).