الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الخمر رجس من عمل الشيطان، وهذا الرجس يدفع المتعاطي والمدمن للخمر إلى فعل المحرمات كالقتل والزنا، وغير ذلك مما حرمه الله على عباده، كما قال الله-عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة: 90)، وفي هذا بيان لما يكون عليه صاحب الخمر من إيقاع الشيطان وضلاله، فأمر-عز وجل-باجتنابها، وقد بَيَّنَ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من ينطبق عليه وصف الخمر في قوله فيما رواه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: «لُعِنتِ الخمرُ على عشرةِ أوجُهٍ: بعينِها، وعاصرِها، ومعتَصرِها، وبائعِها، ومُبتاعِها، وحاملِها، والمحمولةِ إليهِ، وآكِلِ ثمنِها، وشاربِها، وساقيها»([1]).
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فالواجب على الزوجة نصح زوجها، وأن تبين له ما يجب عليه من التوبة، والإقلاع عن هذه المعصية، فإن تاب فلعل في بقائها معه خيرًا، وإن لم يتب فلها الخيار في طلب الطلاق، ورفع أمرها إلى الحاكم الشرعي. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه أبو داود (3674)، وابن ماجه (3380)، واللفظ له، وأحمد (4787)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (٢٧٤١).