سائلة تسأل وتقول: نحن مجموعة من الزميلات قررنا المشاركة في عمل خيري، كل واحدة تدفع مبلغا معينا، وفينا أخت من الأخوات مصدر دخلها مشبوه؛ لكونها موظفةً في بنك ربوي، هل نقبل مشاركتها؟، وإذا شاركت هل نُحرم كلنا من الأجر؟.

مجموعة من المشاركات في عمل خيري، وإحداهن تعمل في بنك:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالواضح من السؤال أن مجموعة من النساء يعملن في عمل خيري، وإحداهن تعمل في بنك ربوي، والسؤال عما إذا كانت مشاركتها معهن تحرمهن من الأجر.

والجواب: أن الأصل في هذا النية، فهؤلاء الأخوات يجمعن من أموالهن لعمل خيري، ونيتهن المشاركة في هذا العمل، فهذه النية تزيل شبهة العمل في البنك، سواءٌ بالنسبة للعاملات، أو للموظفة نفسها، أو زميلاتها، فالله-عز وجل-هو الذي سيحاسب عباده على نواياهم، وهو ما رواه عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى»([1]).

والمعنى: أن هذا العمل الخيري الذي تسعى إليه الأخوات سوف يطهر مشاركة الموظفة العاملة في البنك، ومن ثم سيحصلن-إن شاء الله-على الأجر. والله-تعالى-أعلم.

[1] – أخرجه البخاري برقم (1)، ومسلم برقم : (1907).