سائلة تسأل وتقول: زوجي يصلي جميع الصلوات ما عدا صلاةَ الجمعةِ، وقد نصحته كثيرا، ولكنه لا يسمع، فما الحل؟.

من لا يصلي صلاة الجمعة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، وقد أمر الله المؤمنين بأدائها في وقتها، فقال-عز ذكره-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (الجمعة: 9)، فاقتضى هذا وجوب أدائها، والامتناع عن التجارة وغيرها في وقتها، فمن تركها فله حالتان: إما أن يكون منكرا لوجوبها عامدا متعمدا؛ فهذا في حكم الكافر، وتنطبق عليه أحكام الكفر، وإما أن يكون متهاونا فيها، غيرَ منكر لوجوبها، وهذا مرتكب معصية كبيرة، وهو ممن قال الله فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (مريم: 59)، وقد حذر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من ترك صلاة الجمعة بقوله فيما رواه أبو الجعد الضمري-رضي الله عنه-: «مَن ترَكَ الجمعةَ ثلاثَ مرَّاتٍ تهاونًا بها، طبَعَ اللهُ على قلْبِه»([1]). والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه أبو داود (1052)، والترمذي (500)، والنسائي (1369)، وابن ماجه (1125)، وأحمد (15498) باختلاف يسير، وابن خزيمة (1858)، واللفظ له، قال الألباني في صحيح الترمذي، (٥٠٠): حسن صحيح .