سائلة تسأل وتقول: رجل متزوج اتفق مع مطلقة قبل الزواج على عدم الإنجاب؛ لأن لديه أبناءً، وهي-أيضًا-عندها بنت، وبعد الزواج أصبحت تطلب الإنجاب، فهل الزوج مكلف بقبول رغبتها؟.

الزوج الذي لا يريد الإنجاب، بينما تريده زوجته:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن الإنجاب ليس مجرد رغبة يريدها الزوج أو زوجته، أو لا يريدانه، بل هو أَمْرٌ إلهيٌّ، وفي هذا يمنُّ الله على عباده بقوله: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ (النحل: 72)، وقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: 21)، فالزواج والإنجاب من آيات الله، وليس لمخلوق أن يتدخل في هذا، فالخلق والإنجاب من النعم التي امتنَّ الله بها على عباده، فما كان لهم أن يتصرفوا في هذا الخلق؛ لأنه لا عِلْمَ لأحد من مخلوقاته، وقد حثَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-على الإنجاب بقوله فيما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه-: «تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ؛ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ»([1])، فاقتضى هذا حق الزوجة في الإنجاب من زوجها، وليس له حق في عدم الإنجاب. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه أبو داود (2050)، واللفظ له، والنسائي (3227)، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: “حسن صحيح” (2050).