سائلة تسأل وتقول: أنا موظفة في جمعية خيرية لمساعدة الفقراء، وعندما نخرج لتوزيع المساعدات يَشترط علينا المتبرعون تصوير الفقراء أثناء التوزيع، هل يجوز تصويرهم؟.

حكم تصوير الفقراء أثناء توزيع المساعدات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن الخير في إخفاء الصدقة، وفي هذا قال الله -جل في علاه-: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (البقرة: 271)، وفي إخفاء الصدقات ينتفي الرياء والمن والأذى بها، كما قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾ (البقرة: 264). هذا في الكتاب.

أما في السنة: فما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ-تعالى-في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه، وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ، فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»([1]).

هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فلا يجوز تصوير الفقراء حين يتلقون المساعدات؛ لأن فـي ذلك إهانةً لهم. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه البخاري (1423)، ومسلم (1031).