الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فالجواب : أن الواجب على العاصي أن يقلع عن معصيته لكي يتوب الله عليه لأن الاستمرار في المعصية والتمادي فيها سبب لمضاعفتها ومضاعفتها تؤدي إلى مضاعفة العقوبة ولا يستمر في المعصية إلا من غلبت شهوته عليه واتبع الشيطان قال عز وجل في هؤلاء : “وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا”(النساء:27) والمعصية ضلال والاستمرار فيها استمرار في الضلال قال عز وجل :”وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”(الأحزاب:36). فمن يستمر في معصية يجب هجره خاصة إذا كان مجاهرا بها والأصل في مجاهر المعصية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : “كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين ، و إنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ تعالى فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا ، و قد بات يسترُه ربُّه ، و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه”([1]).
فالحاصل أنه يجب هجر العاصي إذا استمر في معصيته.
والله تعالى أعلم
[1] – أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990) باختلاف يسير.