الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فالجواب:أنه يجوز للمرأة أن تسلم على حارس المبنى الأجنبي بقولها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،والأصل في هذا ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ”([1]) وما رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”([2])وعن الطفيل بن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يومًا فاستتبعني إلى السوق فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول اجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام فنسلم على من لقيناه([3]).
وفوائد السلام كثيرة على من نعرف وعلى من لا نعرف فهي تشعر المسلم عليه بالأمان فتشعر كذلك المسلم بنفس الروح فلهذا لا حرج إن شاء الله في إفشاء السلام والأصل أن يرد المسلم عليه بقوله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهن وهذا الرد يعد واجبا لأن الله عزوجل:” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا “(النساء:86) فالتحية بالأحسن أفضل، والرد واجب.
فسَلَام الرِّجَال عَلَى النِّسَاء وَالنِّسَاء عَلَى الرِّجَال جَائِز إِذَا أُمِنَتْ الْفِتْنَة.
والله تعالى أعلم
[1] أخرجه مسلم (54)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (980) .
[2] صحيح ابن ماجة(2648).
[3] أخرجه مالك في المُوطَّأ (2763) بإسنادٍ صحيح.