سائلة تسأل: هل يجوز الدعاء على من وعد امرأة بالزواج، ثم خالف الوعد؟.

حكم الدعاء على رجل وعد امرأة بالزواج منها ثم أخلف الوعد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن باب الدعاء مفتوح لأي من عباد الله، قال-عز وجل-: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: 60)، ولكن الدعاء لا يجوز إذا لم يكن حقًّا، والدعاءُ الحقُّ هو الدعاء الذي يدعو فيه العبد بما فيه الخير، وفي هذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: «لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ»([1])، ولما دعا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-على بعض قبائل العرب نهاه الله-عز وجل-عن ذلك بقوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران: 128)، فلا يجوز الدعاء إلا بخير؛ لأن الدعاء الصالح هو الدعاء المقبول.

هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فقد يكون من الخير البعد عن هذا الزواج، كما قال-عز وجل-: ﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 216). والله-تعالى-أعلم.

 

[1] أخرجه مسلم (3009).