سائلة تسأل: ما حكم كسب السمسار الذي يقوم عمله بالغش والخداع، وعدم الشفافية؟.

حكم أجر السمسار الذي يقوم عمله على الغش

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن الغش محرم في كل صوره، والكسب من ورائه محرم، ومن يغش يرتكب إثما مبينا، والمعنى: أن كل كسب فيه غش يعد محرما، والإنسان لا يجوز له إلا الأكل من الطيبات، فمن أكل من غيرها يُعَدّ آكلًا للخبائث، قال-عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (البقرة: 127)، وأمرَ-تقدس اسمه-رسلَه بالأكل من الطيبات بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ (المؤمنون: 51).

وقد حرم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الغش بقوله فيما رواه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»([1]).

فاقتضى هذا أن كل كسب من غير الطيبات يعد من الخبائث، ويحرم على صاحبه. والله-تعالى-أعلم.

 

[1]أخرجه مسلم(102) والطبراني في ((الأوسط)) (993)، واللفظ له، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/ 122) معلقًا باختلاف يسير.