سائلة تسأل: ما حكم أخذ الشهادة الطبية المرضية المزورة من أجل العودة للعمل؟.

حكم أخذ الشهادة الطبية المزورة من أجل العودة للعمل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن التزوير محرم في ذاته، وفي وسيلته؛ لأنه يقوم على الغش والكذب، وقد حرم الله الغش في كل صوره؛ لأنه يقوم على إفساد الذمم، وخيانة الأمانةِ، والأمانةُ عظَّمَ الله حملها بقوله-جل في علاه-: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ (الأحزاب: 72)، وعدَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-خيانة الأمانة من النفاق بقوله فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان»([1]).

فاقتضى هذا أن الشهادة الطبية المزورة تعد محرمة، ولا يجوز العمل بها. والله-تعالى-أعلم.

[1] -أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).