سائلة تسأل: لي صديقة كثيرا ما تتحدث في أعراض الناس وقد نصحتها ولكنها مستمرة في الاغتياب فهل يجوز لي هجرها؟

هجر المغتابة

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،

فالجواب: إن الكلام في أعراض الناس مما حرمه الله عزوجل بقوله:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”(الحجرات:12) وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه:” أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ”([1]) وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه:” إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ -قالَ مُحَمَّدٌ: وأَحْسِبُهُ قالَ- وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا”([2]) فدل هذا على أن التعرض للإنسان في عرضه مما حرمه الله وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يفعل هذا التعرض يعد آثما إثما عظيما.

هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فعلى السائلة أن تنصح صديقتها فإن لم تنته فيجب عليها هجرها لأنها ستكون حينئذ شريكة لها في الإثم.

والله تعالى أعلم

[1] أخرجه مسلم (2589).

[2] أخرجه البخاري (4406 )، ومسلم (1679).