الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن هذا لا يجوز؛ لأن هذه الصور مَظِنَّةُ الفتنة، وقد ورد النهيُ عن النبي-صلى الله عليه وسلم-عن اتخاذ الصور، وأَمْرُهُ-صلى الله عليه وسلم-الصحابيَّ الجليلَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ بقوله: «لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته»([1])، وما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: أن جبريل كان له موعد مع النبي-صلى الله عليه وسلم-، فلما حضر وجد في البيت تمثالًا وسترًا فيه تصاويرُ، وكلبًا لم يعلمه النبي-صلى الله عليه وسلم-، فتوقف جبريلُ، ولم يدخل حتى أخبره جبريل بذلك، فقال له: «مُرْ برأس التمثال أن يقطع، وبالستر أن يتخذ منه وسادتان منتبذتان توطآن، وبالكلب أن يخرج»، فأمر به النبي-صلى الله عليه وسلم-، فأخرج الكلب، وكان تحت نضد الحسن أو الحسين [النضد يشبه الطاولة، توضع عليه الثياب]، وأمر بالستر أن يتخذ منه وسادتان منتبذتان توطآن، وأمر بالتمثال أن يُقطعَ رأسُه، فدخل جبريل-عليه الصلاة والسلام-“([2])، والعبد على ما تعوَّدَ عليه، فإذا تعود على الخير، وترك المنكرات؛ أصبح سليما في دينه، والعكس بالعكس، والبديل لهذه الصور المشار إليها في السؤال صور الأشجار والأنهار والبحار، ونحو ذلك من الأشياء التي ليس لها روح. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه مسلم (969).
[2] أخرجه أبو داود (4158)، والترمذي (2806)، وابن حبان (5854)، قال شعيب الأرنؤوط في تخريج صحيح ابن حبان، (٥٨٥٤): إسناده صحيح على شرط مسلم.