سائلة تسأل: زوج ابنتي طلقها وكان سكرانا من شرب الخمر هل وقع الطلاق؟

طلاق السكران

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد:

فالجواب: فالسكران يعد فاقدا للعقل فلا يدري ما يفعل ولا يفهم ما يقول مثله في ذلك مثل المجنون في تصرفه وهو في جنونه وسكره غير مكلف وفي هذا قال  عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)(النساء:43). وقد اختلف العلماء في مسألة وقوع طلاق السكران وعدمه  فذهب الجمهور من الحنفية ([1]) والمالكية([2]) والشافعية ([3])  والإمام أحمد في رواية ([4]) على وقوع طلاقه  عقابا له على سكره  وذهب طائفة من العلماء وهو قول عند الشافعية ([5]) والمذهب عند الحنابلة([6]) والظاهرية ([7])واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية  ([8])  وابن القيم ([9])  إلى أن طلاقه لا يقع مثله في ذلك  مثل المجنون .

وأقول: ولعل الصواب والله أعلم عدم وقوع طلاقه لكونه لا يدرك تصرفه ولا يعلم ما يقوله وربما يجرح نفسه فلا يعاقب على طلاقه  فلا يجوز حينئذ وقوع طلاقه بمعنى أنه لا يعاقب مرتين ناهيك بأن في إيقاع الطلاق منه ضرر لزوجته أو زوجاته فلا ينبغي لهن أن يتحملن هذا الضرر ويكفي في زوجهن عقابه على سكره.

والله تعالى أعلم

[1] -((كنز الدقائق)) للنسفي (ص: 269)، ((الفتاوى الهندية)) (1/353)، ((حاشية ابن عابدين)) (3/240).

[2] -((الكافي)) لابن عبد البر (2/571)، ((الشرح الكبير)) للدردير (2/365)، ((حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني)) (2/78، 127).

[3]– ((روضة الطالبين)) للنووي (8/62،23)، ((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (4/246).

[4] – ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (7/233)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/234)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/74).

[5] – ((الحاوي الكبير)) للماوردي (10/419).

[6] –  ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (7/233).

[7] -((المحلى)) (9/471).

[8] –  ((مجموع الفتاوى)) (33/102).

[9] -((إعلام الموقعين)) (3/87).