الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آلة وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فالجواب: إذا طَهُرَتِ الحائضُ أو النُّفَساءُ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ، اختلف أهلُ العِلم في حُكمِ لُزُومِ الإمساكِ عليهما؛ على قولينِ:
القول الأول: يلزَمُهما الإمساكُ، وهو مذهب الحَنَفيَّة([1])، والصَّحيحُ مِن مَذهَبِ الحَنابِلة([2])وذلك لأنَّ الحائِضَ والنُّفَساءَ صارا من أهلِ الوُجوبِ حين طهارَتِهما؛ فيُمسكانِ تشبُّهًا بالصَّائِمينَ وقضاءً لحَقِّ الوَقتِ([3]).
القول الثاني: لا يلزَمُهما إمساكٌ بقيَّةَ اليَومِ، وهو مذهبُ المالكِيَّة([4])، والشَّافِعيَّة([5])، وروايةٌ عن أحمَدَ([6])، وهو اختيارُ ابنِ حَزمٍ([7]) وذلك لأنَّه لا دليلَ على وجوبِ الإمساكِ، ولأنَّه لا فائدةَ مِن هذا الإمساكِ، وذلك لوُجوبِ القضاءِ عليهما، كما أنَّ حُرمةَ الزَّمَنِ قد زالت بفِطرِهما الواجِبِ أوَّلَ النَّهارِ([8]).
ولعل الأظهر في قولي العلماء والله أعلم أنه لا يلزمهما الإمساك بقية اليوم.
والله تعالى أعلم
[1] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/340).
[2] ((لإنصاف)) للمرداوي (3/200 – 201).
[3] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/313-311).
[4] ((الكافي)) لابن عبد البر (1/340).
[5] ((المجموع)) للنووي (6/257).
[6] ((الشرح الكبير)) لابن قدامة (3/62).
[7] (((الشرح الممتع)) لابن عُثيمين (6/335). (المحلى)) (6/241).