الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آلة وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
فالجواب: أنه لم يرد النص على الترتيب بالاسم بل يفهم من الآية، فقد بدأ الله بالأمر بغسل الوجه، ثم اليدين إلى المرفقين، ثم المسح على الرأس، ثم غسل الرجلين إلى الكعبين.
وهذا الترتيب في الآية يقتضي حكمًا الترتيب في الفعل، وهو الغسل والمسح ثم الغسل، ويؤيده فعل رسول الله ﷺ فكل ما أثر عنه أنه كان يرتب وضوءه حسبما ورد النص عليه في الآية، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: (ابدؤوا بما بدأ الله به)( [1]). ولما كانت العبادة توقيفية اقتضى هذا اتباع ما ورد فيها وعدم الخروج عليه باجتهاد. والترتيب يقتضي الموالاة، فلا يجوز للمتطهر أن يؤخر غسل عضو حتى ينشف العضو الذي غسله فالترتيب والموالاة واجب في الوضوء فالبدء من الرجل اليمنى ثم اليسرى.
[1] أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (3968) مطولاً واللفظ له، وأخرجه مسلم (1218) بلفظ: “أبدأ بما بدأ الله به”.