سؤال من عاشور. . من مصر، يقول: في سورة التوبة لم يذكر الله اليتيم في مصارف الزكاة؛ لأنه قد يكون غنيًّا فلا يستحق، وفي سورة الأنفال ذكر الله اليتيم في الغنيَمة، آليتيم الفقير الذي يستحق أم عامة الفقراء؟ وكيف يستحق اليتيم الغني؟

استحقاق اليتيم للزكاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله -عز وجل- لما بين الذين يستحقون الزكاة ذكر منهم الفقير، في قوله -عز وجل-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ… الآية}، [التوبة:60]، فالفقير هو الذي ليس له ما يغنيه، أي ليس له ولا لعياله ما يكفيهم من المأكل والملبس والمسكن، وليس له عمل أو حرفة تغنيه.

واليتيم إما أن يكون غنيًّا بما له من إرث أو نحوه من المال الذي يكفيه حتى يتجاوز يتمه، فهذا لا يدخل تحت حكم الفقير، وإما أن يكون فقيرًا لا يملك مالًا يكفيه لمأكله وملبسه ومسكنه، فهذا يدخل تحت حكم الفقير ويستحق الزكاة، بل هو أكثر استحقاقًا لها؛ لخاصيته في اليتم والفقر، وقد أوصى الله -عز وجل- بالأيتام، فأمر بإعطائهم أموالهم في قوله: {وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}، [النساء:2]، كما أمر -عز وجل- نبيه ورسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وهو أمر لأمته – بالإحسان إلى الأيتام والرفق بهم في قوله -عز ذكره-: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}، [الضحى:9].

فالحاصل أن اليتيم إذا كان فقيرًا يستحق الزكاة.

والله -تعالى- أعلم.