الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل أن يصلى العبد مع الجماعة ولا يصلي منفردًا؛ لنهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فيما رواه علي بن شيبان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يصلي خلف الصف، فلما انصرف قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لمنفرد خلف الصف)([1]).
فإن وجد أن الصفوف قد اكتملت ولم يكن له مكان معهم فالواجب أن ينتظر من يصلي معه خلف الصف، فإن لم يحدث له ذلك فليتقدم ويصف مع الإمام ويكون ذلك عن يمينه.
وقد درج بعض المصلين على جذب أحد المصلين أمامه ليصف معه؛ استدلالًا بما رواه وابصة -رضي الله عنه-: ((ألا دخلت معهم أو اجتررتَ رجلًا))([2]). ولأن هذا الحديث ضعيف فلا يعتمد عليه، ناهيك عن أن جذب المصلي من مكانه فيه إرباك، فلا يجوز جذبه من مكانه.
لهذا ينبغي لمن تأخر عن الصلاة أن ينتظر حتى يجد له متسعًا في الصف، فإن أدى هذا إلى فوات الصلاة فيصلي وحده.
هذا في عموم المسألة، أما السؤال عن صحة صلاة من صلى منفردًا فأرجو أن تكون صحيحة -إن شاء الله-؛ لأن الله –عز وجل- رفع عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، كما قال ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” رُفِعَ عن أُمَّتِي الخطَأَ والنِّسيانَ وما اسْتُكرِهُوا عليْه ” ([3]) وعلى من صلى منفردًا خلف الإمام ألا يعود لذلك.
والله -تعالى- أعلم.
[1] صحيح سنن ابن ماجة للألباني(829).
[2] رواه الطبراني في الأوسط 8/374،
[3] صحيح سنن ابن ماجة للألباني رقمه(1675).