سؤال من الأخ”t .m “من الجزائر يقول: يوجد من الأبناء من هو بار بوالديه ويوجد منهم من هو عاق هل يجوز التفرقة بينهم في التعامل كل واحد على حسب أخلاقه؟

التعامل مع الأبناء حسب تعاملهم مع والدهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

أما بعد:

فالجواب: أن البار بوالديه خير من الذي يعقهم فالحقوق من أشد المنكرات والأصل في هذا أن الله عزوجل أمر وأمره الحق بالإحسان إلى الوالدين والتلطف بهم والدعاء للميت منهم فقال عز ذكره:” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”(الإراء:23-24) والأصل في هذا أيضا ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وقال:” لعن اللهُ من عقَّ والدَيهِ”([1]) فاقتضى هذا أن البار بوالديه خير من العاق لهما وهنا تجب التفرقة بينهما ولكن لا يكون هذا التعامل  سببا  للقطيعة بين الأولاد بل يجب بذل الموعظة لهم وتذكيرهم بأن الحقوق منكر عظيم.

والله تعالى أعلم

[1] أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 2917) وفي صحيح مسلم : ( لعن الله من لعن والديه )  برقم : (1978).