سؤال من الأخ”r.r ” من الجزائر يقول: عندي طفلان ولد وبنت عند ولادتهما كانت ظروفنا المادية لا تسمح بالعقيقة عنهما، والحمد لله تحسنت ظروفنا. هل الأولى أن نعمل عنهما العقيقة أم نضحي في عيد الأضحى؟

العقيقة عن الولد مقدمة على الأضحية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالعقيقة عن الولد سنة مؤكدة، فقد عق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حفيديه الحسن والحسين، فيما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-:”أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عقَّ عن الحسنِ والحسينِ كبشًا كبشًا وفي رواية النسائي كبشين كبشين”([1])، وقد حافظ المسلمون في مختلف عصورهم على هذه السنة، يعقون عن أولادهم في أيام سابعهم، ويوم الرابع والعشرين من ولادتهم، أو بعد ذلك.

والأضحية سنة من السنن المؤكدة، فقد ضحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن آله وعن أمته، فيما روته أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ (يعني السكين) ثُمَّ قَالَ اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ”([2])، وحافظ عليها كذلك المسلمون في مختلف عصورهم.

كل هذا طاعة لله -عز وجل- وابتغاء مرضاته، واتباع سنة رسوله ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

هذا في العموم، أما بالنسبة للسؤال: فالواجب تقديم العقيقة على الأضحية؛ لأن هذه السنة تتابع كل عام، أما العقيقة فهي مرة واحدة في العمر.

والله تعالى أعلم.

[1] – أخرجه أبو داود (2841)، والطبراني (11/316) (11856) والنسائي (4219)، صححه الألباني في إرواء الغليل، (١١٦٧).

[2] – أخرجه مسلم برقم: (1967).