الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالغش مما حرمه الإسلام والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن غَشَّ فليسَ مِنّي”([1])، والتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان من واجب ا لمسلم، وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب المسلم والأصل فيه قول الله تقدس اسمه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 110]، والأصل فيه أيضا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: “من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه فإن لم يستطعْ فبلسانِه. فإن لم يستطعْ فبقلبِه. وذلك أضعفُ الإيمانِ”([2]).
والغش وبخس الكيل والوزن من المحرم على المسلم، قال الله جل في علاه: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1-6].
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخ فلا إثم عليه إذا بلغ عن جاره الذي يغش في بيعه، ويبخس في كيله ووزنه؛ بل إن هذا من الواجب وله في ذلك أجر، ولكن يجب أن يكون صادقا فيما يقوله ولا يكون له هدف دنيوي كخوفه من تنافس جاره له.
والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه مسلم(102).
[2] – أخرجه مسلم برقم: (49).