الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فظاهر السؤال أن أشخاصا من متعاطي الخمر ونحوه من المنكرات يطلبون منه التوصيل إلى أماكن هذه المحظورات، ويسأل عما إذا كان يأثم في نقلهم.
والجواب: أن من المعتاد لدى سائق الأجرة أنه لا يسأل عن من يريد توصيله إلا عن مكانه وعنوانه، بمعنى أنه لا يسأله عن أمر آخر، فهو بمثابة الناقل المؤقت للإيصال إلى المكان المطلوب، فهو لا يمارس عملا محظورا، فهو إن كان لا يرغب أن يحمل أشخاصا غير أسوياء إلا أنه ليس مسؤولا عن فعلهم؛ لأنه مجرد أجير مؤقت، يبحث عن رزقه ورزق عائلته، فلا أرى أن عليه إثمًا؛ لأنه غير مسؤول عن تصرف من ينقلهم.
فطالما أنه مجرد ناقل مؤقت، ولا يشارك في أي عمل من المحظورات، فلا حرج عليه، وكسبه حلال-إن شاء الله-، ولكن إذا كان في نفسه شك أو ريب من نقل هؤلاء الذين أشار إليهم فليدع نقلهم؛ عملا بقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه الحسن بن علي-رضي الله عنهما-: «دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ، فإنَّ الصِّدقَ طُمأنينةٌ، وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ»([1]). والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه الترمذي (2518)، وأحمد (1723)، واللفظ لهما، والنسائي (5711) مختصرًا، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2518).