الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالجواب: أن التشاؤم من دخول الخفافيش والبُومِ وغيرهما إلى المنزل من الأساطير، فالعرب وغيرهم كانوا يتشاءمون من هذه، ومن الغراب الأسود، ومن البوم، ونحوهما، ولم أطلع على دليل عما يقال عن التشاؤم من هذه الطيور.
فالواجب إذا تعرض الإنسان لمثل هذا التشاؤم أن يستعيذ بالله من الشيطان، ولا يتشاءَمَ منها كما كان العرب يتشاءمون من شهر صفر، فإذا رأى الإنسان هذه الطيور فلا يتشاؤم، ولا يتطير، والأصل في ذلك ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ»([1])، وما رواه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ»، قالوا: يا رسولَ الله! وما كفارَةُ ذلِكَ؟، قال: «يقولُ: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ»([2]). والله-تعالى-أعلم.
[1] رواه البخاري (5316).
[2] سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني(1065).