سؤال من الأخ” s .i” من الجزائر يقول: رجل مات وكان عليه بعض الصلوات لم يصليها لكونه مهمل في أداء الصلوات هل يجوز لأبنائه أن يقضوا هذه الصلوات عنه؟

قضاء الصلاة عن الميت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فمن المعلوم شرعا أن للصلوات أوقات تقام فيها فإذا فاتت هذه الأوقات فصاحبها حي عليه أن يقضيها أما الميت فقد فات بما عليه منها والأصل في هذا قول الله عزوجل:” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا “(النساء:103)أي أنها مفروضة في أوقاتها في قول الله عزوجل:” أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”(الإسراء:78).

فاقتضى هذا أن الصلاة تقام في أوقاتها ولا تنفع الميت أن يقضي غيره الصلاة عنه، ولكن يمكن لأبنائه أن يفعلوا ما ينفعه وهو الدعاء له بالرحمة والمغفرة وقضاء دينه إذا كان عليه دين ورد المظالم إذا كان قد ظلم، وينفعه كذلك الحج عنه إذا لم يكن قد حج، والعمرة عنه إذا لم يكن قد اعتمر وكذا بر أصدقائه، ولعل ما ينفعه كذلك الصدقة عنه والاستغفار له والأضحية له فكل هذه الأشياء مما ينفع الميت خاصة الاستغفار، ومع أن ترك الصلاة أمر عظيم إلا أن الله عزوجل لطيف بعباده يرحمهم ويغفر لهم.

والواجب عليهم ألا يقنطوا من رحمته وفي هذا قال تقدس اسمه: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “(الزمر:53) فنسأله عزوجل أن يرحم أموات المسلمين الذين شهدوا له بالوحدانية ولنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وماتوا على ذلك إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله تعالى أعلم