سؤال من الأخ “s .f” من الجزائر يقول فيه: هل يجوز إخفاء معلومة دينية خوفا من وقوع الفتنة في حال نشر هذه المعلومة؟.

حكم نشر المعلومة التي فيها أثر سيئ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فالجواب: أن من واجب العبد البعدَ عن كل ما يسيء إلى غيره، سواء كان هذا فردًا أم جماعة، وأخطر هذا إذا كانت هذه الآثار تلحق الجماعة، وقد كان المنافقون في المدينة يعملون على إشاعة الفتنة بين الناس، فلما اجتمع عدد من الأوس والخرج يتسامرون فيما بينهم اندسَّ بينهم أحد اليهود، فذكَّرهم بما كانوا عليه من الجاهلية، وصار كل منهم يفخر بقومه، فاشتدت الفتنة بينهم، ورجع كلٌّ منهم إلى سلاحه، فلما علم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ما هم عليه من الاستعداد للقتال غضب-عليه الصلاة والسلام-، وقال: «هذا وأنا بينكم»([1])، فرجعوا عن القتال، وعلموا أنها فتنة أشعلها يهودي، ونزل قول الله-عز وجل-: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (آل عمران: 103).

فاقتضى هذا تحريم كل ما يثير الفتنة، سواءٌ كان هذا بالقول أم بالفعل أم بالرسم أم بالتصوير أم بأي وسيلة أخرى، فالفتنة قتلٌ، بل أشد من القتل؛ لقول الله-عز وجل-: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ (البقرة: 191). والله-تعالى-أعلم.

[1] -أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (602).