سؤال من الأخ” r .n ” من الجزائر يقول فيه: ما حكم من حلف بالله، ثم نسي، ووقع فيما حلف على عدم فعله؟.

حكم من حلف بالله ثم وقع فيما حلف عل عدم فعله ناسيا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالأصل ألا يحلف العبد إلا وهو صادق في حلفه؛ لأنه يحلف بالله-عز وجل-، فإذا حَلَفَ حَلَفَ بعظيم يجب استشعاره-عز وجل-، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ﴾ (البقرة: 224)، وقال-عز ذكره-: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ (المائدة:89).

هذا في العموم، أما عن السؤال فلِأَنَّ الحالفَ نَسِيَ ما حلف عليه فلا حرج في ذلك؛ لقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-: «إنَّ اللهَ-تعالى-وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه»([1]).

والأحوط في حالته أن يكفر عن حلفه، ويطعم عشرة مساكين؛ لقول الله-عز وجل-: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ﴾ (الأحزاب:5). والله-تعالى-أعلم.

 

[1] -أخرجه ابن ماجه (2045)، واللفظ له، والطبراني في المعجم الأوسط (8273)، وابن حبان (7219) باختلاف يسير، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (٤٤٤٥).