سؤال من الأخ” N.u” من تركيا يقول: هل يجوز للعامل الذي يعمل في نهار رمضان ويشق عليه الصيام أن يفطر؟

العامل الذي يشق عليه الصيام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر السؤال عما إذا كان يجوز للعامل الإفطار في رمضان؛ لأن الصيام يشق عليه.

الجواب فيه تفصيل: فإذا كان العامل يعمل في عمل شاق مثل عمل المناجم والأحجار والأعمال الشاقة المجهدة، ويخشى من انقطاع رزقه وعائلته إذا ترك هذا العمل، فهذا يجوز له الإفطار على أن يقضي ما فاته بعد رمضان؛ لأن صيام هذا الشهر متعين عليه، ولا يجوز له الإفطار فيه إلا لعذر شرعي.

أما إذا كان عمل العامل فيه بعض المشقة التي يتحملها الإنسان، فالصيام فيه مشقة ولكن فيه أجر كبير، والشاهد فيه قول الله عز وجل فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن الله عزوجل يقولُ ” كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ”([1]). وقوله -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”([2]). فعلى هذا يجب على العامل الاحتساب وتحمل بعض المشقة لكي يحظى بجزاء الله، وليس أعظم للعبد من هذا الجزاء.

والله تعالى أعلم.

 

[1] -أخرجه البخاري (1894)، ومسلم (1151).

[2] -أخرجه البخاري (2014)، ومسلم (760).