الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،
فالجواب: أن دين الإسلام دين رحمة، ودين دعوة، والشخص غير المسلم نوعان:
النوع الأول: رجل مسالم، له علاقة بالمسلمين، لا يقاتلهم، ولا يؤذيهم، ولا يتعرض لهم في دينهم، وتظهر عليه علامات الصداقة معهم، فهذا يجوز البر به، والإحسان إليه، ومن ذلك: الدعاء له في حال مرضه، والأصل في هذا قول الله-جل في علاه-: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 8).
النوع الثاني: رجل غير مسلم، عدو للمسلمين، يؤذيهم، ويتربص بهم الدوائر، فهذا لا يجوز التعامل معه مثل الأول؛ لعداوته للمسلمين، فلا يجوز بره، ولا الدعاء له، وقد نهى الله عنه بقوله-عز ذكره-: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحنة: 9).
فاقتضى هذا جواز الدعاء لغير المسلم المسالم، الدعاء له بالشفاء، والدعاء له بالهداية، فقد دعا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لدَوْسٍ، كما روى أبو هريرة-رضي الله عنه-: أن طُفَيْلَ بنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ وأَصْحَابَهُ قدموا علَى النبيِّ-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ! إنَّ دَوْسًا عَصَتْ، وأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ. قالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وأْتِ بهِمْ»([1]).
هذا في عموم المسألة، أما الجواب عن السؤال فلا حرج على الأخ السائل إذا دعا لصديقه غير المسلم بالشفاء من مرضه. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه البخاري (2937)، ومسلم (2524).