الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
ففي هذا التسريب خيانة لله ورسوله وخيانة للجهة التعليمية : أما خيانة لله فقد نهى عز وجل خيانته وهذا النهى يقتضي التحريم فخيانة الله الخروج على أوامره والخروج على هذه الأوامر عصيان وجحود لما أمر به فكل أمر من أوامر الله أمانة فالصلاة أمانة والزكاة أمانة وهكذا وفي هذا قال عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)(الأنفال:27). وأما خيانة رسول الله فإن من يخالف أمرا من أوامره أو نهيا من نواهيه يعد خيانة له عليه الصلاة والسلام ولهذا عدمن يخالف الأمانة منافقا فقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : “آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان”([1]).
وأما خيانة الجهات التعليمية فإن هذه الجهات تخفي الأسئلة عن الطلبة حرصا على مستقبلهم التعليمي من الغش فإذا تعرض شخص لتسريب هذه الامتحانات فهو غاش للجهات التعليمية خائنا لها فيما ائتمن على هذه الامتحانات فهو في كل الأحوال قد أساء أمانته ففي الآخرة عليه إثم كبير إلى أن يتوب إلى الله أما الدنيا فإن هذه الجهات تطبق القواعد التي لديها فيما يحفظ هذا الفعل صيانة وأمنا للطلاب من الأخطاء التي تهدم تحصيلهم العلمي.
والله تعالى أعلم.
[1] -أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).