الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
فالجواب: أن إقامة الحد على المذنب يعد توبة، والله -عز وجل- يقبل التوبة من عباده، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة:160) وقال -عز ذكره-: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ (الشورى:25)، والمعنى: أن إقامة الحد على المذنب توبة، والله -عز وجل- هو الذي يقبل التوبة، وفي إقامة الحد على المذنب فضل كبير له، وفي قصة المرأة التي أذنبت، وأقيم عليها الحد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عمران بن الحصين -رضي الله عنه-: «لقد تابت توبةً لو قُسِّمَتْ بين سبعين من أهلِ المدينةِ لوسعَتْهم، و هل وجدَتْ توبةً أفضلَ من أن جادَتْ بنفسِها للهِ»([1])، فدل على أن إقامة الحد على المذنب توبة له، والله هو الذي يقبل هذه التوبة. والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه مسلم (1695) مطولا باختلاف يسير .