سؤال من الأخ” m.r” من الجزائر يقول: هل إقامة الحد على المذنب في الدنيا يمنع عنه عقاب الآخرة؟.

هل إقامة الحد على المذنب في الدنيا يمنع عنه عقاب الآخرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

أما بعد:

فالجواب: أن إقامة الحد على المذنب يعد توبة، والله -عز وجل- يقبل التوبة من عباده، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة:160) وقال -عز ذكره-: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ (الشورى:25)، والمعنى: أن إقامة الحد على المذنب توبة، والله -عز وجل- هو الذي يقبل التوبة، وفي إقامة الحد على المذنب فضل كبير له، وفي قصة المرأة التي أذنبت، وأقيم عليها الحد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عمران بن الحصين -رضي الله عنه-: «لقد تابت توبةً لو قُسِّمَتْ بين سبعين من أهلِ المدينةِ لوسعَتْهم، و هل وجدَتْ توبةً أفضلَ من أن جادَتْ بنفسِها للهِ»([1])، فدل على أن إقامة الحد على المذنب توبة له، والله هو الذي يقبل هذه التوبة. والله -تعالى- أعلم.

 

[1] – أخرجه مسلم (1695) مطولا باختلاف يسير .